الواقع الإفتراضي والطب النفسي 

ماهو الواقع الإفتراضي ؟

هو ببساطة بيئة محاكاة ثلاثية الأبعاد للعوالم الحقيقية ضمن عالم خيالي يتم إنشائها بواسطة الحاسب ومن خلال جهاز يعرف بسماعة الرأس او خوذة الواقع الإفتراضي , والجدير بالذكر أنه يوفر محفزات بصرية وسمعية بالإضافة لمحفزات اللمس والشم. 

ماهو الطب النفسي ؟

هو فرع من فروع الطب يختص بتشخيص ومعالجة الاضطرابات النفسية والسلوكية والعاطفية كاضطرابات متعاطي المخدرات وغيرها.

العلاقة بين الواقع الإفتراضي والطب النفسي 

دراسة بواسطة Rothbaum في عام 1995 ذكرت فعالية الواقع الإفتراضي في علاج رهاب المرتفعات. ومن ذلك الحين , ازداد الإهتمام باستخدام الواقع الإفتراضي في العلاج النفسي.

وماهو جدير بالذكر أن الصحة العقلية هي مجال تمثيلي ولذلك يمكّن استخدام الواقع الإفتراضي في تقييم ومراقبة وعلاج سلوك الشخص الذي يعاني من اضطرابات مختلفة (اضطارب القلق واضطراب مابعد الصدمة,الذهان او الإنفصام, الطب النفسي للأطفال والمراهقين   ,الإدمان واضطرابات الأكل ...... ).

علاج اضطراب مابعد الصدمة

تم استخدام الواقع الأفتراضي لهؤلاء المرضى لإعادة تجريبهم المواقف المؤلمة في بيئة افراضية , حتى يتولد لديهم الشعور بأمان أكثر من مواقف الصدمات الحقيقية.

حيث تبين ان هذا النوع من المرضى يفضلون العلاج بالواقع الإفتراضي , ويأتي في المقام الأول الجنود الذين شاركو في الحرب أو الناجين من الإرهاب , حيث يتم إعادة تجربة هذه المواقف المؤلمة بأسلوب الألعاب. 

علاج اضطراب القلق

علاج اضطراب القلق بالواقع الإفتراضي هو المجال الأكثر دراسة , والعلاج بالتعرض هو العلاج الأكثر فعالية ( المقصود بالتعرض عرض مايخيف المريض في الواقع الإفتراضي ) , مع مراعاة عدد مرات التعرض , وذلك من خلال مراقبة الإشارات الحيوية للمريض كمعدل ضربات القلب. 

فيما يلي أمثلة لعلاج فروع من اضطراب القلق بالواقع الإفتراضي :

• الرهاب او الخوف بشكل عام , وخاصة رهاب الطيران , وهي أكثر المجالات التي خضعت للدراسة في علاج الواقع الإفتراضي 
• اضطراب القلق الإجتماعي , إي الاشخاص الذين يجدون صعوبة في التفاعل مع المجتمع المحيط , تشمل طرق العلاج استخدام سيناريوهات يتم إنشائها بواسطة الحاسب كالمقابلات مثلاً والإجتماعات , حيث يتم التحكم بردود فعل الجمهور الإفتراضي وفقاً لإستجابة المريض. 

ويجدر بالذكر أن العلاج بالواقع الإفتراضي لإضطراب القلق كان ذو فعالية باستثناء الوسواس القهري.

الإنفصام أو الذهان

يستخدم الواقع الافتراضي في علاج مرضى الفصام حيث يتم تحليل اعراض الفصام ,وتقييم الإدراك العصبي , وتقييم أنشطة الحياة اليومية , وكان هذا النوع من العلاج فعالاً في الحد من جنون العظمة , وأوهام الاضطهاد , والضعف الوظيفي في الحياة الحقيقية. 

الطب النفسي للإطفال والمراهقين 

يستخدم العلاج بالواقع الإفتراضي عند الاطفال لتدريب الإنتباه , والتدريب على المهارات الإجتماعية , وإعادة التأهيل المعرفي ,  وذلك من خلال برامج الفصول الدراسية الإفتراضية حيث تحاكي برامج الإعداد المدرسية داخل بيئة افتراضية.

مرضى الإدمان واضطراب الأكل   

يستخدم العلاج بالواقع الإفتراضي لعلاج مرضى الإدمان من خلال إنشاء بيئة تفاعلية إفتراضية تحاكي مخاطر الإدمان ومسبباته , ونظرة المجتمع المحيط للمدمن , كما انها تحاكي شكل المريض وهو في حالة الإدمان. 

في حال اضطرابات الاكل فإن الواقع الإفتراضي يستخدم محفزات بصرية للتحكم في رغبة المريض في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية , فتحاكي كيف يمكن ان يكون جسم المريض , وظهر هذا النوع من العلاج فعالية حيث عزز لدى المريض الدافع للتغير , وزيادة احترام الذات والتقليل من نهم الأكل.

واخيراً

منذ أن تم إدخال تقنية الواقع الافتراضي حديثًا في المجال الطبي ، هناك العديد من التحديات التي يجب معالجتها حتى تصبح تقنية راسخة في تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها. من الضروري التحقق من مدى فعالية أو ضرر أو أمان علاج الواقع الافتراضي مقارنة بالعلاج التقليدي. حتى الآن ، كان للتجارب السريرية المتعلقة بالواقع الافتراضي العديد من القيود بما في ذلك الحجم الصغير ، وعدم وجود ضوابط كافية ، ونقص الدراسات ، مما يستدعي ضرورة أن تكون أكثر صرامة من الناحية المنهجية. كما يجب تحليل فعالية علاج الواقع الافتراضي ومقارنته بالعلاجات الحالية ذات المعيار الذهبي لكل مرض.