الأوبئة الأسوأ على البشرية
الأوبئة الأسوأ التي غيرت مسار الشعوب في الفترة قبل التاريخ إلى يومنا هذا
القاريء الكريم:
فيما يلي نزيد معرفتك بعدد من أسوأ الأوبئة و الجانحات، التي بدأت في عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا.
1- طاعون ما قبل التاريخ:
أي نحو خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
قبل نحو خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، قضى هذا الوباء على قرية بأكملها في الصين.
وكانت جثث الموتى داخل منزل تم حرقه فيما بعد.
ولم يستطيعوا إنقاذ أي فئة عمرية، حيث وجدت هياكل عظمية للأحداث والشباب والكهول داخل المنزل.
ويُطلق على الموقع (المنزل ) الأثري الآن اسمة (هامين مانغا) وهو أحد أهم المواقع ما قبل التاريخ المحفوظة في شمال شرق الصين.
وتشير الدراسات والأبحاث الأثرية والأنثروبولوجية إلى أن الطاعون حدث بسرعة بحيث لم يكن هناك وقت للدفن المناسب.
وقبل اكتشاف (هامين مانغا)، عثر على مدفن جماعي آخر كذلك من عصور ما قبل التاريخ يعود إلى نفس الفترة الزمنية تقريبا في موقع يسمى ( Miaozi Gou)، في شمال شرق الصين.
وتشير هذه الاكتشافات إلى أن طاعون دمر المنطقة بأسرها.
2- وباء الموت الأسود
يعتبر وباء الموت الأسود أخطر وباء في تاريخ البشرية.
لكن على الرغم من البحث لسنوات طويلة، ظل أصله (موطنة) الجغرافي والتسلسل الزمني (التاريخ) لغزا حير الكثير من المهتمين و الباحثين.
والآن، تعلن دراسة جديدة أنها حلت اللغز وتوصلت الى الحقيقة، من خلال تتبع المرض، والرجوع إلى عام( 1338) في ما يعرف اليوم (بقرغيزستان).
ويقول الباحثون المهتمون، إن الطاعون(bubonic plague) ( الدبلي) انتقل إلى البحر الأبيض المتوسط عبر السفن التجارية، وقبل أن ينتقل تسبب في موجة من الأمراض المدمرة الفتاكة استمرت قرابة 500 سنة، أطلق عليها حينها اسم (جائحة الطاعون الثاني).
وادى الى وفاة ما يصل إلى ( 200) مليون من البشر، عندما اجتاح الموت الأسود الشرق الأوسط وأوروبا بين عامي (1346) و(1353)، مع القضاء على نصف سكان لندن، وما يصل إلى ( 60% ) من الأوروبيين.
ويعتقد أنه وصل إلى المملكة المتحدة عام ( 1348) على متن سفينة رست على ساحل (dorset، دورست) وهي مقاطعة انكليزية جنوب غرب انجلترا مطلة على القناة الإنجليزية الى (gascony، جاسكوني) في فرنسا، قبل أن ينتشر بسرعة في جميع أنحاء البلاد.
وكان فريق البحث الذي اجرى الدراسة الجديدة من جامعة (sterling- ستيرلينغ في اسكتلندا )ومعهد (ماكس بلانك ) مقرة مدينة ميونخ الألمانية وهو متخصص بفيزياء الجسيمات والجسيمات الفلكية وجامعة (tubingen توبنغن).
حيث قاموا بتحليل الحمض النووي القديم ( DNA)، المأخوذ من أسنان الهياكل العظمية المكتشفة في المقابر، بالقرب من بحيرة (issyk kul- إيسيك كول ) في منطقة (tian shan- تيان شان) في قرغيزستان.
وقدم العلماء إلى هذه المواقع، بعد ان ادى هذا الطاعون الى ارتفاع كبير في عدد المدافن هناك بين عامي 1338 و 1339، وفقا للمؤرخ في جامعة (sterling- ستيرلنغ) الدكتور(philip slavin- فيليب سلافين)، الذي ساعد في تحقيق الاكتشاف.
ووجدوا أن المقابر في ( كارا دجيجاش) و(بورانا) قد تم التنقيب والبحث عنها بالفعل في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، مع حوالي 30 هيكلا عظميا مأخوذة من القبور، لكنهم استطاعوا من خلال التتبع وتحليل الحمض النووي المستخلص من أسنان 7 أشخاص.
وأظهر التتبع، الذي يحدد تكوين الحمض النووي، أن ثلاثة أشخاص يحملون ( Yersinia pestis)، وهي بكتيريا تنذر ببداية انتشار الموت الأسود قبل أن يصل إلى أوروبا.
وقال الدكتور(slavin- سلافين): (تضع دراستنا جانبا من أكبر الأسئلة وأكثرها غموضا و إثارة في التاريخ، وتحدد متى وأين و كيف بدأ أكثر قاتل للبشر سيئ السمعة).
حيث تضمن قسم من بحثة دراسة العصور التاريخية للحفر من أجل مطابقة الهياكل العظمية للأفراد مع شواهد القبور، وترجمة ماهو مكتوبة باللغة السريانية .
وقالت الخبيرة (maria spiro- ماريا سبيرو)، من جامعة (tubingen- توبنغن)، المشرفة الأولى على الدراسة: (على الرغم من مخاطر التلوث البيئي، وعدم وجود ضمان فقد تمكنا من كشف سلسلة الحمض النووي الريبي المأخوذ من 7 أشخاص.
والمثير للدهشة و الإثارة، عثرنا على الحمض النووي لبكتيريا الطاعون في ثلاثة أفراد).
وربط الباحثون سابقا :
بدء الموت الأسود بتنوع هائل من سلالات الطاعون، وسمي ب (الانفجار العظيم) لتنوع الطاعون.
لكن التاريخ الحقيقي لهذا الحدث لا يمكن تقديره بدقة، وكان يعتقد أنه حدث بين القرنين العاشر والرابع عشر.
وقامت مجموعة الدراسة الكشفية و البحثية الآن بجمع (جينوم ) الطاعون القديم من مواقع في قرغيزستان، والتحقق من كيفية ارتباطها بحدث (الانفجار العظيم).
وقالت (spero- سبيرو): (تبين لنا أن السلالات القديمة من قرغيزستان متمركزة في عقدة حدث التنوع الضخم هذا.
بعبارة أخرى، وجدنا سلالة المصدر للموت الأسود ونعرف حتى تاريخها بالضبط).
وتوصلنا إلى خلاصة تقول :
أن البكتيريا تعيش داخل مجاميع القوارض البرية حول العالم، في ما يسمى (بخزانات الطاعون).
ويقول المستكشفون :
إن سلالة آسيا الوسطى القديمة التي تسببت في وباء 1338-1339 حول بحيرة (issyk kul- إيسيك كول)، (وهي بحيرة بالقرب من جبال تيان شان، شرق قيرغيزستان)، يجب أن تكون أتت من أحد هذه الخزانات.
وقال البروفيسور( يوهانس كراوس- pro-johannes krause)، من معهد( ماكس بلانك): ( توصلنا الى أن السلالات الحديثة الأكثر ارتباطا بالسلالة القديمة توجد اليوم في خزانات الطاعون حول جبال تيان شان، وهي قريبة جدا من اماكن وجود السلالة القديمة.
وهذا يشير إلى أصل الموت الأسود في آسيا الوسطى).
3- طاعون اثنا:
حدث حوالي( 430) قبل الميلاد، إبان الحرب بين أثينا وأسبرطة، ودمر الوباء شعب أثينا واستمر لمدة خمس سنوات.
وتشير بعض الدراسات إلى أن عدد الموتى يصل إلى 100 ألف شخص.
وكتب المؤرخ اليوناني ثوسيديدس (460-400 قبل الميلاد) أن (أناسا يتمتعون بصحة جيدة تعرضوا فجأة لوباء مفاجئ سبب ارتفاع درجات الحرارة في الرأس، واحمرار والتهاب في العينين، وأصبحت الأجزاء الداخلية، مثل الحنجرة أو اللسان، دموية وخروج نفس منهم غير طبيعي ونتن).
ولطالما كان هذا الوباء مصدر مناقشات وتحليلات بين العلماء.
فتم طرح عدد من الاحتمالات، بما في ذلك حمى التيفوئيد وحمى الإيبولا.
ويعتقد العديد من العلماء والباحثين أن الازدحام الناجم عن الحرب أدى إلى تفاقم وانتشار الوباء.
وكان جيش أسبرطة آنذاك أقوى من جيش اثنا، ما أجبر الجيشين على اللجوء إلى سلسلة من التحصينات تسمى "الجدران الطويلة" التي حمت مدنهم.
وعلى الرغم من الطاعون، استمرت الحرب، ولم تنته حتى عام 404 قبل الميلاد، عندما اضطرت أثينا إلى الاستسلام لأسبرطة.
4- وباء قبرص:
من 250 الى 272 ميلادي:
ويُسمى الطاعون القبرصي، وحمل هذا الطاعون اسم أول ضحاياه، وهو (قبريانوس) أسقف قرطاج (في تونس). وكان الوباء القبرصي يُسبب الإسهال والقيء وتقرحات الحنجرة والحمى وغرغرينا القدمين واليدين.
ووصف هذا الوباء بأنه إشارة إلى نهاية العالم، حيث كان يفتك ب 5 آلاف إنسان يوميا في روما وحدها.
5- الأوبئة الامريكية:
القرن السادس عشر
الطاعون الأمريكي: هو مجموعة من الأمراض الأوراسية التي جلبها المستكشفون والباحثون الأوروبيون إلى الأمريكتين.
وسببت هذه الأمراض، بما في ذلك الجدري، في انهيار حضارتي الأزتيك والإنكا .
وتشير بعض الدراسات إلى أن 90 بالمية من السكان الأصليين في نصف الكرة الغربي ماتو.
6- طاعون الحمى الصفراء في فيلادلفيا:
عام 1793
عندما انتشرت الحمى الصفراء في فيلادلفيا، عاصمة الولايات المتحدة في ذلك الوقت، اعتقد المسؤولون خطأً أن العبيد محصنون.
ونتيجة لذلك، دعا مناصرو التحرر من العبودية إلى تجنيد بشر من أصل أفريقي للعناية بالمرضى.
ينتقل هذا الطاعون بواسطة البعوض، الذي شهد هذا البعوض ازدهارا وتكاثرا كبيرا خلال فصل الصيف الحار والرطب وبشكل خاص في فيلادلفيا في ذلك العام.
ولم يتوقف الطاعون في حتى حلول فصل الشتاء، حيث هلك البعوض بسبب الطقس.
وخلف هذا الوباء أكثر من 500000 شخص قد ماتوا.
7- مرض الإيدز:
عام 1981 حتى اليوم
أدى مرض الإيدز الى موت ما يقدر بـ 35 مليون شخص منذ التعرف عليه لأول مرة، ومن المحتمل أن يتطور فيروس نقص المناعة البشرية، وهذا الفيروس الذي يسبب الإيدز، انتقل من فيروس الشمبانزي إلى البشر في غرب إفريقيا في العشرينيات من القرن الماضي.
ولعقود، لم يكن للمرض لقاح اوعلاج معروف، ولكن الأدوية التي تم تطويرها في التسعينيات تسمح الآن للأشخاص المصابين بالمرض بتجربة عمر طبيعي مع العلاج المنتظم.
والأكثر إثارة ودهشة، تم شفاء شخصين من فيروس نقص المناعة البشرية في أوائل عام 2020.
8- انفلونزا الخنازير:
2009 -2010
سببت إنفلونزا الخنازير لعام 2009 سلالة جديدة من فيروس ( H1N1) نشأت في المكسيك في ربيع عام 2009 قبل أن تنتشر إلى بقية العالم.
وفي عام واحد، أصاب الفيروس ما يصل إلى( 1.4 )مليار انسان في جميع أنحاء العالم وقتل ما بين ( 151700)( و575400) شخص، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض.
وأفادت المراكز الأميركية لمكافحة الأوبئة والوقاية منها أن وباء إنفلونزا الخنازير( 2009) أثّر بشكل أساسي على الأطفال والشباب، و80% من الوفيات كانت بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما.
وأدرج لقاح الإنفلونزا H1N1 الآن في تطعيم الإنفلونزا السنوي.